مجلة الرسالة/العدد 286/للتاريخ السياسي جهود المستر تشمبرلين وما أدت إليه للدكتور يوسف هيكل من الممراندوم إلى مؤتمر مونيخ ظنت الدوائر السياسية أن الأزمة الدولية قد انفرجت بقبول تشيكوسلوفاكيا مشروع لندن، وهو عبارة عن تحقيق مطالب الهر هتلر. وغادر صباح 22 سبتمبر (أيلول) المستر تشمبرلين لندن إلى ألمانيا مرتاح النفس مطمئنها. وقبل صعوده إلى الطائرة قال: (إن تسوية المشكلة التشيكوسلوفاكية تسوية سلمية تعد شرطاً أساسياً لتفاهم الشعبين الإنكليزي والألماني. وقد كان هذا الشرط أيضاً أساساً ضرورياً للسلم الأوربي الذي ترمي إليه جهودنا، وإني أرجو أن تفتح زيارتي الطريق التي تؤدي إليه) وبعد ظهر يوم وصوله إلى (كودسبرغ) اجتمع بالمستشار الألماني، وعرض عليه ما اتفقت عليه حكومتا لندن وباريس، من التنازل عن الأقاليم السوديتية لألمانيا، وتعيين حدود جديدة لتشيكوسلوفاكيا، وضمانها ضد الاعتداء غير المحرض عليه لم يعترض الهر هتلر على فكرة الضمان، غير أنه أبان لا يضمن الحدود الجديدة إلا إذا كانت الدول الأخرى، ومن بينها إيطاليا، ضامنة لها أيضاً؛ وأنه لا يشترك في الضمان الدولي لتشيكوسلوفاكيا إلا بعد أن تنال الأقليات الأخرى فيها مطالبها.
فأجاب المستر تشمبرلين، أنه إذا كانت نتيجة هذه الواجبات اشتباك الجيوش الفرنسية مع القوى الألمانية، فإن الحكومة الإنكليزية تشعر بأنها مجبرة على معاضدتها. وقد صدر في اليوم نفسه بيان بهذا المعنى. وفي 26 سبتمبر (أيلول) أعلنت تشيكوسلوفاكيا التعبئة العامة، واتخذت فرنسا إجراءات حربية واسعة، وأمر وزير البحرية البريطاني، دوف كوبر، الأسطول بأن يكون على استعداد. فأصبح الرأي العام ينتظر انفجار قنبلة الحرب العامة من ساعة إلى أخرى. (للمقال بقية) يوسف هيكل